خاص بشبكة دعم المواهب ( الحياة لوحة رسم Life just like a palette )
تاريخ النشر 25/12/2017
كنت صغيرة جدا ، وامتلك من الهوايات بعدد الطيور التي تحط فوق أشجار بيتنا الكبير والمليء بالأطفال .. فالعائلة كبيرة وأحلامنا كثيرة، والوالد يهم بلا كلل ببناء الامن والامان لها، والوالدة الغطاء الدافئ.
كلما تأكد لي بأنه لن يتحقق لي حلم .. تركته لحلم آخر، قد لا يتعسر على والدي تحقيقه ، فمرة راقصة باليه ومرة عازفة قانون ومرة ممثلة أو عارضة ازياء أو بطلة ساحة وميدان أو بطلة جمناستيك أو مصممة ازياء أو أو أو .... دخلت عوالم بعض هواياتي ، وتركتها صاغرة ، لم يعِ أحد اهتماماتي وميولي ، ولم يدعم طموحي ، حتى كبرت مثل آخرين بلا ذكريات مميزة..
ولما صار عندي أطفال ، أردت أن أعوض ذلك الفقدان ، كنت أشحذ فيهم الهمة ليقدموا كل مايحبونه من أعمال ، رأيت أني كلما فتحت لهم باباً وكلما نالوا حلما ، أصبحوا أذكى وأكثر طاقة إيجابية ، وأكثر تفاعلا معي ، ابني البكر يرسم ، فاشتري له الألوان ، وأسعى الى نشر هواياته أمام الملأ ، فيبدع أكثر ويطور مواهبه أكثر ويثق بنفسه أكثر ، ويتنقل بين هواياته حتى صار مصورا معروفا .. ابنتي تكتب الحكايا القصيرة ، تنقل خيالاتها .. تعبر عن نفسها ، تتكلم بلا حرج بلا خوف ، تعزف وتغني وترسم وتبدع ، صرت أراهم يكبرون بشكل مختلف عن أقرانهم ، تميزوا، تألقوا..
أدركت وأنا أراهم متميزين ، أن أحلامي في الصغر ، تحققت بهم ومن خلالهم ، تذكرت والدي الذي أعطانا الأمان وحرية التفكير تعويضا ، لأنه لم يستطع أن يحقق أمنياتنا.
أولادنا البياض الناصع ، ونحن المداد ...
خاص بشبكة مشروع life just like a palette لدعم المواهب / بإشراف فريق سماء أسماء Sama Asma
صفحة المشروع التطوعي في فيس بوك