خاص بـ : شبكة الحياة لوحة رسم Life just like apalette
تاريخ النشر : 11/1/2018
اختير المهندس الشاب حسين ياس أفضل شاب مثابر في الكوت لعام 2018 ، ضمن فعاليات مهرجان الكوت نت للإبداع الواسطي في دورته الثانية عشرة ، وجاء في تقرير الجائزة إن هذا اللقب ذهب هذا العام الى تحدي الزمن وأبى ألا أن يكمل تعليمه ، شاب عرف معنى الاصرار ، تمسك به وصارع كل معوقات الحياة ، من أجل أن يثبت ذاته ، ويسقط كل نظريات الرضوخ لمايمليه عليه القدر ، لم تكن الدراسة شيئا سهلا عليه لكنه استمر واجتاز المراحل تلو المراحل الى أن حجز مقعدا في كلية الهندسة وكذلك كان التحدي الاكبر . الكثيرون قالوا له استسلم ، لكنه لم يستسلم ، واكمل دراسته الجامعية بتفوق منقطع النظير ، استطاع أن يكون رقما صعبا في هذه الحياة وعنصرا إيجابيا في المجتمع ، من خلال عمله في المجال الهندسي .
حسين ياس عضو شرف في شبكة الحياة لوحة رسم لدعم التفكير الإيجابي والطاقات والمواهب ، وهو مهندس عراقي من مواليد 1996/2/5 ، اكتشف أهله وهو في السنة الاولى من عمره أنه مصاب بمرض ضمور (ضعف) العضلات والعظام . حاولت والدته تسجيله في المدرسة الابتدائية لكن المدير رفض وأشار عليها بتسجيله في مدرسة للصم والبكم ، عادت والدته حزينة وأخبرت والده بماجرى فذهب الى المدير واستفسر منه عن سبب رفضه تسجيل ولده ، فأبلغه أن حسين معاق ويخشى عليه من مشاكسات التلاميذ وتصرفاتهم التي قد تؤذيه ، أصرّ والده على تسجيله . واظب حسين على الدوام لكنه في السنة الاولى شعر بضغط على ساقيه ، فأعفي من الوقوف في الاصطفاف وبقي يلازم مكانه في الصف في اوقات الفرصة ويكتفي بالنظر الى التلاميذ الآخرين من الشباك .
أكمل حسين دراسته الابتدائية ، ولكنه في الدراسة المتوسطة بات يمشي على عكازتين ، وكان يستغرق لقطع الطريق من الصف الى باب المدرسة الخارجي نحو 10 ـ 15 دقيقة ، ليجد والده بانتظاره على الدراجة . ثم عجز حسين عن المشي تماما فاستخدم العربة ، وواصل دراسته وسط الصعوبات وقبل في الاعدادية وعانى فيها ايضا من التنقل وكان والده في كل مشواره يسنده ويسعى من اجله ، ومن ثم قبل في كلية الهندسة / الجامعة المستنصرية ، وحين أشارت رئيسة قسم الميكانيك على والده ان ينقله الى كلية دراستها اسهل كالعلوم مثلا ، رفض الوالد وتجاوز الابن مشكلة الرسم على البورد لأنه كان عاليا وهو يعجز عن الوقوف واستطاع توفير بورد مناسب له ، حتى وصل الى المرحلة الدراسية الثانية حيث توفي والده وهنا شعر حسين انه انتهى فقد رحل عنه سنده ، إلا أنه استطاع التخرج بإرادته والعمل في مكتب هندسي الى أن يحصل على وظيفة حكومية .