مدونتها بإشراف مشروع مشروع دعم المواهب ((Life just like a palette) على الرابط
آية حمودي منعم العبيدي
تهوى الكتابة وتصمم الأعمال اليدوية
بكالوريوس لغة كردية / دبلوم لغة عربية ، مواليد 1992
تهوى الكتابة متأثرة بالواقع الذي تعيشه والتجارب التي تمر بها فتعبر عنها بأسلوبها . تؤمن بأهمية أن يساعد الإنسان نفسه ويتعلم من تجاربه رافضا ان يشفق عليه الآخرون ، متمسكاً بالامل علّه يصل الى مايريد يوما ما . المشجع الاول لآية هو والدها وصديقتها وأحد اساتذتها .
اشتركت بثلاثة معارض في وارة الثقافة ودار الكتب والوثائق الوطنية العراقية
لديها صفحة اعمال يدوية في فيس بوك بعنوان مناير
عضو متدرب ومشارك في مشروع دعم المواهب ((Life just like a palette)
https://life-just-like-a-palette.site123.me
من كتاباتها :
في أحد الايام كنت ذاهبة الى أحد المنتزهات أنا وأختي وأخي و زوجة أخي (وابنهم) وأبنهما ، صادفني موقف (في ذلك اليوم) لا استطيع التعبير عنه من شدة الخجل على نفسي كيف حكمت على شيء دون علم عواقبه. في اثناء التجول في المنتزه وعند احدى الألعاب رأيت رجلا كبير السن نظرت له وقلت في وقته الى أختي لماذا لم نأتِ بأبي ايضآ الى هنا كهذا الرجل الكبير؟ رأيت الرجل العجوز مسرورا بشدة قرب أحد الألعاب ولم أكن أعلم ما وراء كل ذلك الفرح ؟! ذهبنا الى اللعبة لكي يلعب ابن اخي ورأيت ذلك الرجل المسن مرة أخرى مبتسما بشدة من الفرح كأنه شاب جاء للقاء محبوبته للمرة الاولى ، رأيت شابا يبلغ عمره ثلاثين عامآ تقريبآ يركب عجلة السباق ويتصادم مع الآخرين بشده وفرح في وقتها ، تساءلت مع نفسي مابه ايكون مجنونا ؟ ام هو يفرح بحماقة التصادم مع الآخرين ؟!
انتقدته انتقادا لاذعا وسخرت من تصرفاته . وعند انتهاء وقت اللعبة رأيت ذلك الرجل المسن المحني الظهر يتجه نحو الشاب مع صاحب اللعبة لكي يخرجاه من عجلة التصادم. كان الولد فرحا جدا.. نظرت له فإذا به من ذوي الاعاقة لا يستطيع النهوض حتى . وكانت الفرحة واضحة على وجه المسن .. لحظتها شعرت بالخجل من نفسي كثيرا ولكن كان عندي فضول شديد لكي اعرف سبب ابتسامة العجوز وابنه. غادرنا المكان ولكن رأيتهما مره أخرى عند بائع المثلجات .. كان الرجل العجوز يطعم ابنه بيده ويمسح فمه بالمنديل .. عجزت عن وصف هذا المنظر .. ذهبت اليهما ولا اعرف لماذا فعلت ذلك وقلت للرجل المسن .. مرحبا كيف حالك ياعم ؟ اجابني مبتسما .. اهلاً ياابنتي تفضلي .. هل اخدمك بشيء ؟ قلت.. انا اتيت لكي اساعدك ياعمي .. رأيتك كبيرا في السن وولدك يحتاج المساعدة .. ابتسم الرجل المسن وكذلك ابتسم ابنه .. قال الاب .. لا يغريك الشيب الذي في رأسي ولا ظهري المحني فأنا شاب في داخلي وسعادتي وقوتي استمدهما من الله ومن بسمة ولدي .. ها هو اليوم يخرج من المنزل للمرة الاولى بعد ثلاث سنوات .. وبعد ان بتنا وحيدين.. نحن كشجرة وماء نستمد قوتنا من الله ومن بعضنا.
وابني لايستطيع التكلم والحركة بسب انفجار ذهبت والدته واخوه واخته ضحايا ، وبقى هو لي ..ومن يومها عاهدت نفسي ان اكون له كل شيء محاولا ان انسيه مرارة مارأته عيناه.
لحظتها عجزت فعلاً عن وصف ذلك الرجل العجوز ، وانتقدت وصفت نفسي لاستعجالي الحكم عليه حين رأيته للمرة الاولى .. وجدت نفسي عاجزة امام عظمه الرجل وقوة صبره وايمانه الشديد بالله وشعوره النبيل تجاه ابنه المصاب بإعاقة..
وادركت أننا نحن من نكون معاقين فكريا حين نحكم على شيء او سلوك دون علم بماوراءه.. نحن من نحتاج الى الشفقة والقوة والعزيمة لتحدي الصعاب ونحتاج الى عين ترى كل شيء جميلا ، ولسان لاينطق عن استعجال حكم وسوء ظن استنادا الى المظاهر وانما ينبغي لنا ان نتأنى في احكامنا حتى لانندم ..
خاص بموقع مشروع life just like a palette لدعم المواهب / بإشراف فريق سماء أسماء Sama Asma
صفحة المشروع في فيس بوك