صناعة الجمال / برهان المفتي

قد تكون وحيداً، كشجرة منسية في حقل غادره الجميع، تمد غصناً لسماءٍ لعلك تمسك بغيمة شاردة، فتهزها بذلك الغصن لتُنزل عليك فقط بللاً، فتشكل قوس قزحك الخاص بك، قوس قزح ملون ينسيك وحدتك وغربتك في حقلك المنسي.

كُن تلك الشجرة، وأترك لقوس قزحك أنْ يغسل حزنك بألوانه، وخذ طرفاً من غصن ندي وأجعله فرشاتك الخاصة لتصنع منها جمالاً تنشره في ذاك الحقل، قريباً سيغدو حقلاً ملوناً مليئاً بك، بك وحدك، فأنت في تلك اللحظة الـ (كلٌ ) في قرارك، عالم في أفقك، عالم خاص كله ألوان قوس قزح ونداوة غيمة كريمة، ومساحة حقل أصبح لوحة رسم، هكذا تكون الحياة لوحة رسم.

أسماء وسماء، تناسق الاسم وتلاحم الحب ، إصرار وعناد جميل ، التميز في زمن الملل ، الملل من كل شيء ، فهُما صاحبتا مشروع جمالي فريد في مجتمع نسيَ الجمال ، وصاحبتا مشروع تطوعي نادر في زرع الأمل ، زراعة بكل نشاط ، لهما شمسهما الخاص تعطيهما الدفء وطاقة نمو الجمال في حقلهما ، أسماء هنا هي تلك الشجرة وسماء هي تلك الغيمة ، بتمازجهما وتداخلهما أسسا مجموعة ( الحياة لوحة رسم ) ، تلك المبادرة الجمالية المدهشة التي هي فسحة نقف أمامها لنتنفس هواءً نقياً إشتقنا إليه .

سأقف طويلاً أمام هذه الفسحة ، واحاول أن تكون الفسحة نافذةً، والنافذةُ واجهةً ، والواجهةُ أفقاً يمنحنا نسائم الأمل.

لنكن مثل تلك الشجرة وإنْ كنا وحيدين ، ولنمسك بغيمة الأمل فنهزها لتبللنا بألوان جميلة ، ولننسَ قبح هذا العالم ، فلنا أفقنا الخاص لكي نجعله لوحة رسم ، بداية ذلك الأفق هي الخيال ، ومداه حلم جميل ، وشمسه الإصرار.



تم عمل هذا الموقع بواسطة