شبيب المدحتي مدير مكتبة الأجيال في دار الكتب والوثائق :
المبدعة سماء الامير هي اول موهوب يقيم معرضا فنيا في دار الكتب والوثائق وعن طريق مرسم مكتبة الاجيال / التابع الى الدار وهي اول ناشط في مكتبة الاجيال ولها لمسات إيجابية جميلة في المكتبة، ومن خلال تواصلها واقامة معارضها الشخصية ومشاركتها في المعارض التي يقيمها مرسم مكتبة الاجيال استطاعت ان تؤسس مع والدتها الصحفية اسماء محمد مصطفى مشروعا لدعم التفكير الايجابي والطاقات والمواهب لخدمة مجموعة من الموهوبين الشباب والاطفال في تطوير مواهبهم الفنية والثقافية وتنمية عقولهم .
تعاني سماء الامير من مرض في النخاع الشوكي (الصلب المشقوق) مما يسبب لها مضاعفات مرضية مستمرة ولكنها لم تستسلم واستطاعت ان تتحدى المرض وتنمي افكارها ومواهبها لتكون رمزا عراقيا في صناعة الامل وتنمية المواهب الفنية والثقافية وتحقيق احلامها على الرغم من الظروف التي تعيش فيها وصراعها مع المرض ، تحاول الانتصار على مرضها لتكون مثلاً للرقي والمحبة والبناء الروحي لكي تصبح فنانة تشكيلية لتصنع الحلم وتحوله الى حقيقة ...
تعاونت شبكة الحياة لوحة رسم مع مرسم مكتبة الاجيال في اقامة الدورات في فن الرسم وإلقاء محاضرات ثقافية لتنمية الفكر ونشر الوعي الثقافي وعملت الموهوبة سماء الامير على نشر ثقافتها وافكارها من خلال لوحاتها وكتاباتها التي اطلع عليها العديد من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية .
وتميز دور سماء الايجابي في عدد من الفعاليات التي اسهمت في خلق اجواء حيوية في المكتبة كالحملات التثقيفية التي تشرف عليها اضافة الى إشرافها على معرض موهوب الشهر الذي يمثل نافذة لتشجيع المواهب حيث يجري اختيار اعمال موهوب كل شهر تعرض اعماله في مدخل مكتبة الاجيال مع عرض سيرته ، وهذه الفعالية لقيت قبولا ونجاحا من قبل المواهب واهاليهم واعلاميا ايضا .
اما اعمال سماء الامير الفنية فقد تميزت من خلال تجسيد احلامها في الواقع ، عبر لوحات تمثل عالما خياليا ساحرا غريبا مملوءا بالحب والسعادة والحياة . ان تجربة سماء الامير كملهمة مهمة لأنها تجاوزت ظرفها الصعب من خلال الرسم والكتابة فنقلت افكارها الى الاطفال الآخرين الذين اعجبوا بها وصارت لهم ملهمة . انها تنشر افكارها من البيت وتؤثر على الآخرين من البيت ايضا . استطاعت سماء الامير ايصال رسالتها الانسانية وهي نشر المحبة والسلام من اجل ان يكون العالم اجمل .
هكذا اصبحت سماء الامير بفضل ارادتها وذكائها وتوجيهات معلمتها الاولى والدتها الإعلامية اسماء محمد مصطفى التي جعلت من تلميذتها وابنتها تمتلك كيانا واسلوبا خاصا بها على المستوى الثقافي والفني برسم الاشكال على وفق رموز تعبيرية تذهب بنا الى عالم خيالي غريب ساحر مملوء بالحب والسعادة والحياة .