إشارة - بالعناد يطفو الحجر / برهان المفتي ـ كاتب و رسام كاريكاتير ومهندس

ليس خبراً عابراً، بل نقش باذخ الجمال والندى في زمننا اليابس، حيث نطرق حتى الحديد لعلنا نسمع نغمة جميلة، وفي أكثر المرات نطرق الفراغ فيرتد الصدى.فتيات في عمرها دخلن سنوات حلاوة عمر الفتاة، يقفزن ويلعبن، ويهمسن ويغمزن وهنّ يضعنَ أيديهنّ على قلبٍ يكاد من فرط نبضه أن يكون فراشة، لكن ( سما الأمير ) تفعل كل تلك المشاعر مع ألوانها... خيالها الذي جعلته واقعاً تراه هي دون غيرها، واقعاً ممتداً من عمق قلبها حتى لا مدى بأفق يمتد بالجمال ورفرفة أجنحة ملونة توزعها هي بدقة في حلم ملون.
أنْ تكون الحياة إرادة كل دقيقة، وأن تمدّ شجرة وحيدة جذوراً قوية رغم عدم وجود تربة حولها، والدهشة حين تنمو تلك الشجرة الوحيدة أقوى من أشجار في تربة غنية بمائها وغذائها، وتحمل ثمرةً سحرية لونها الخيال، شكلها يشبه النجاح، طعمها فرحة أم، وحجمها قلب والدٍ فخور... تلك هي سما الأمير وأمها اسماء محمد مصطفى، وخبر فوزها في مسابقة ( فن البطاقة البريدية) في كوريا برعاية شركة كورية رائدة في صناعة مستلزمات الرسم. مثل هذا الفوز والخبر ليس عادياً لأي فتاة عراقية بعمرها، في الظروف العراقية، فكيف يكون الخبر مع سما وهي في كل دقيقة في صراع وجود وإرادة الفوز، فظرفها يشبه تحدي أن تطفو حجارة على الماء، وفعلتْ أسماء مع أبنتها أشياء قهرتْ قوانين الفيزياء، وبعد كل ما نراه منهما، سأقول مقتنعاً أن الصبر والإصرار، والكثير من العناد الجميل يجعل حجر الحزن يطفو على نهر عذب جميل الجريان.
مبارك الفوز... مبارك من القلب.
............

تم عمل هذا الموقع بواسطة